مزرعة أمّ سليمان

خيارات واعية

البريد الإلكترونيّ : omsleimanfarm@gmail.com

فيسبوك: Om Sleiman Farm - مزرعة أم سليمان, @omsleimanfarm

مزرعة أمّ سليمان

مزرعة أمّ سليمان من المزارع التي شاركتنا برواية قصّتها بلغتها:

   رحلــة المزرعــة فــي بداياتهــا كانــت علــى شــاكلة رســالتها. نســتطيع القــول إنّهــا تمخّضــت عــن تالقــي مشــاوير وقصــص فلســطينيّة بامتيــاز. محمــد أبــوّ جيـاب، وهـو أحـد مؤسّسـي المزرعـة، فـلّاح لاجـئ تربّـى فـي مخيـّم فـي قطـاع غـزّة وتغـرّب وحـاول فـي الغربـة لملمـة أطـراف الخيـوط المؤدّيـة إلـى الوطـن والتـي تعتبـر انعكاسـاً لرحلـة أغلـب المغتربيـن فـي الخـارج. التقـى محمـد فـي رحلــة عودتــه إلــى فلســطين بمهــاب العلمــي مــن القــدس وذلــك أثنــاء عملــه فــي إدارة نــزل هوســتل-إن فــي رام اللـه. عالقــة مهــاب القويّة بأهل بلعين قدّمتهم لصاحـب الأرض أبـو عـلاء منصـور، صاحـب المشـوار الوطنـيّ الطويـل الـذي أعطـى بـكلّ ثقـة أرضـه التـي تتكـون مـن سـبعة عشـر دونمـاً إلـى مهـاب ومحمــد لمّدة خمســة أعــوام مــن غيــر مقابــل لإيمانــه بفكــرة المزرعــة. ومــن هنـا بـدأ المشـوار مـع الأرض فـي سـنة ٢٠١٦ . وانضمّت يـارا دوانـي إلـى فريـق المزرعة لاحقاً.

    هدفنا من البداية كان خلق مساحة تقاطع بين تطلّعاتنا الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة. وكان العمل الزراعيّ الأقرب إلى الروح الفلّاحيّة هو النتيجة. العمل في مزرعة أمّ سليمان كان من البداية عملاً سياسيًا بامتياز،لأسباب تتجاوز كون بلعين نقطة تماس مع الاحتال وكون المزرعة في مناطق ج. المزرعة بالنسبة إلينا هي تعبير عن القدرة الفلسطينيّة على الفعل والتخيّل المتجاوز لردّة الفعل، وهي جسر فعليّ للهوّة بين المدينة والقرية. مجرّد عملنا سويًّا بخلفياتنا من غزّة والقدس والضفّة لخّص الوطن كما نراه ونحلم به.

    تخلق المزرعة مساحة اجتماعيّة لمشتركيها ليروا فيها ثمار تعاونهم مع المزارع/ة الفلسطينيّ/ة، بدون وساطة التّجار وتسلّطهم على المزارعين/ات. وتتبنّى المزرعة منظومة اقتصاديّة مباشِرة تضمن استمراريّة المزارع/ة وتوطيد علاقة الثقة بينه/ا وبين المواطن/ة. كما تسعى المزرعة إلى استعادة البيئة الفلسطينيّة كجزء من المجتمع الفلسطينيّ باحترامها لها واهتمامها بصحّتها. من هنا تنبع أهمّيّة الرؤية المتكاملة للمزرعة بين كلّ هذه الاتّجاهات وعدم التسليم بتنافيها.

   تعتمد المزرعة على نظام الزراعة المدعومة مجتمعيًّا، التي تقوم على تسجيل المشتركين/ات في كلّ موسم، ودفعهم/نّ مبلغًا كاملاً للموسم الواحد بشكل مسبق. وبالمقابل يحصلون على سلاّت غذائيّة موسميّة أسبوعيّة. يكمن نجاح هذا النظام، برأينا، في توفير حلول للمشاكل التي يواجهها الفلاّح/ة من حيث التسويق، وتخطيط الموسم، وعدم توفّر المال الكافي في بداية المواسم الزراعيّة. وهو أيضًا يوفّر الحلول للمشترك/ة بمعرفته وثقته بالفاّح/ة وبمكان نموّ غذائه وبطريقة زراعته البلديّة والصحّيّة، حيث يمكنه/ا زيارة المزرعة في أيّ وقت والشعور بأّنه/ا جزء من هذا المشروع وليس فقط مستهلك/ة.

   نتبع في مزرعة أمّ سليمان تقنيّات وأساليب زراعة مختلفة لا نعتبرها فقط عضويّة بل مستدامة وبيئيّة وموسميّة، مع الأخذ بعين الاعتبار الاهتمام بالبيئة المحيطة والتأكّد من عدم التسبّب بأيّ ضرر على المحيط بل بالعكس، فنعمل جاهدين على مراقبة الطبيعة من حولنا ومحاولة محاكاتها.

   اليوم، مزرعة أمّ سليمان قادرة على توفير سلاّت الغذاء لما يقارب ال ٢٥ عائلة، من مساحة زراعيّة تتكوّن من دونمين فقط. أمّا عائلتنا التي تعمل من غير كلل أو ملل رغم كلّ التحدّيات، فهي مكوّنة من محمد أبو جياب، ومهاب العلمي، ويارا دواني.

   إضافة إلى الزراعة وإنتاج الغذاء الصحّيّ، لم نتجاهل دور التعليم الشعبيّ في المزرعة، وذلك لإنتاج مزارعين/ات قادرين/ات على فهم معنى العدالة الغذائيّة بقدر ما هم/نّ قادرين/ات على إنتاج غذاء نظيف للمواطن/ة. هو تعليم بديل للتعليم المؤسّساتيّ المنتِج لإنسان سلبيّ غير مفعّل سياسيًّا. نحن نخرج بتصوّرنا لهذا التعليم من إطار كمّ التدريبات المتوفّرة التي تركّز على المعرفة التقنيّة بدون أيّ اهتمام بالنتائج السياسيّة للعمل أو بالتفعيل السياسيّ للمعرفة. وتوفّر المزرعة للمهتمّين/ات بتعلّم الزراعة البيئيّة أو تبنّي نظام الزراعة المدعومة مجتمعيًّا أو البناء الطبيعيّ، الفرصة للتعلّم في المزرعة والحصول على المعرفة والدعم، سواء من ناحية توفير البذور والأشتال، أو الاستشارة والتصميم، أو بتسويق المنتَجات إذا كانت عضويّة. في النهاية، يهمّنا انتقال العدوى وانتشارها خارج حدود المزرعة عن طريق متدّربينا ومتدّرباتنا أو مشتركينا/اتنا أو متطوّعينا/اتنا، حتّى نصبح مجتمعاً يعتمد على ذاته على الأقلّ بالغذاء الصحّيّ والنظيف.

   وفي سعينا إلى الوصول للاكتفاء الذاتيّ، وهي رحلة صعبة وطويلة في ظلّ العصر الاستهلاكيّ والرأسماليّ الموجود، ارتأينا أهمّيّة أن نكاثر البذور وخصوصًا البلديّة، وأن نحسّنها ونزرعها في كلّ موسم. حاليًّا، لدينا بذور بلديّة من مناطق مختلفة مثل دير بلّوط، قيرة، بلعين، ومن مكتبة البذور البلديّة الفلسطينيّة.

____________________________________________________

توفّر المنتَج: موسميّ.

أماكن بيع المنتَج : مباشرة إلى الأعضاء.