ضمن جهودها في دعم المجتمعات المحلية وخاصة النساء المنتجات من مختلف المحافظات، نظمت شبكة نساء النهضة والتي تعمل تحت مظلة منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (ارض) ، السبت الموافق 21 آب/أغسطس 2021، زيارة إلى مدينة السلط التي نالت مؤخراً اعتراف اليونسكو بإدراجها ضمن قائمة المدن التراثية. تعرفت أعضاء الشبكة خلال الزيارة على سيدات رياديات في العمل التنموي وصاحبات لمشاريع صغيرة، وصمودهن أمام التحديات الواقعة عليهن، وكما وساهمن في مبادرة (تفعيل دور المرأة في الحياة الاقتصادية).
حيث أتاحت الزيارة الفرصة للتعرف على تجارب نساء المجتمع المحلي والمشاركات واللواتي تحدثن عن تجاربهن وقصص نجاحهن، بالإضافة إلى التحديات الواقعة عليهن، وذلك بخطوة لتعزيز الثقة بين النساء من مختلف المحافظات. حيث أكدت منى طلفاح، عضو في الشبكة والخبيرة في المجال الاقتصادي، على أن نجاح المرأة بمختلف المجالات يعود لثقتها بنفسها ومعرفة حقوقها وواجباتها، وإلى ضرورة وجود حلقة وصل بين النساء من مختلف المناطق والمحافظات لتبادل الخبرات ومساعدة بعضهن بعضا، مشيرة إلى دور الشبكة في هذا الأمر. وفي هذا السياق حثت الإعلامية ومديرة قسم التسويق والاتصال في مجموعه المركز العربي الاعلامية وعضو الشبكة، عبير أبو طوق، النساء على ضرورة اتباعهن أساليب وطرق التسويق الحديثة لمنتجاتهن، وذلك عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة النساء قصص نجاحاتهن ليكن قدوة لغيرهن قائلة "الإيجابية معدية".
وقامت المشاركات بعقد جلسة حشد مجتمعي في بيت الضيافة الذي تديره السيدة فاطمة الزعبي وأصبح أحد أبرز معالم المدينة في السلط، والذي يزوره السياح والمواطنون لتناول الأطباق التراثية، وارتداء "الخلقة" السلطية – ثوب سلطي تراثي -، والاستمتاع بمقتنيات البيت التراثية، حيث كان في استقبالهن صاحبة المنزل وهي عضو في شبكة النساء التنمويات. تحدثت الزعبي عن مشروعها ورحلتها لتوفر لأطفالها الخمسة أساسيات الحياة بعد أن تُركت لتربيتهم وحيدة، وكيف تحدث النظرة النمطية لعمل المرأة، وكيف كان لعزيمتها وإرادتها الدور الأكبر في نجاحها، بالإضافة إلى توفيرها فرص عمل لأكثر من 20 سيدة في مجتمعها، كما تعرفت أعضاء الشبكة على مجموعة من الفتيات والسيدات الناشطات في مدينة السلط وتبادلن الخبرات في مجالات العمل المجتمعي التنموي في مدينة السلط.
وخلال الزيارة قامت المجموعه بزيارة مشروع "بيت خيرات السلط" لصاحبته ثائرة عربيات، وهي ناشطة مجتمعية انتزعت النجاح بمثابرتها وتحديها العقبات والتي كان من بينها عدم حصولها على التعليم الكافي، وزواجها بسن صغيرة. لم تحتكر عربيات نجاحها، بل ساعدت النساء والشباب في منطقتها بالحصول على فرص عمل، بالإضافة لعقد الدورات التدريبية لهن بالشراكة مع الجمعيات والمنظمات المحلية ، واقامة العديد من الانشطة في مدينة السلط لتنشيط السياحة. تقول إحدى الشابات المستفيدات من الدورات التدريبية "على الرغم من صغر حجم محلها - تقصد بيت خيرات السلط - إلا أنه يتسع لنا جميعاً"، مشيرة إلى استفادة 525 سيدة وشابة من 48 دورة تدريبية قدمتها عربيات.
إلى جانب الزيارات للسيدات ومشاريعهن، قامت المشاركات بزيارة الأماكن التاريخية والدينية والثقافية في المدينة، وكان من ضمن تلك الأماكن زيارة كنيسة الخضر أو كنيسة "المعجزات"، التي يزورها الناس، مسلمين كانوا أو مسيحيين، تأكيداً على التعايش والترابط بين أفراد المجتمع المحلي، بالإضافة إلى السوق التجاري والذي ما زال يتعافى من الإغلاقات التي تسببت بها جائحة كوفيد-19.
تأتي هذه الزيارة ضمن فعاليات تقوم بها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، من خلال مشروع "لأجلهن وبإرادتهن"، الذي يسعى إلى توفير منصة للنساء، بما في ذلك قادة المجتمع والناشطات والناشطين من الشابات للعمل معاً ضمن إطار الشبكة لتعزيز دور المرأة في الحياة العامة والمشاركة السياسية للمرأة، ودورها في النهوض بالمجتمع، وذلك من خلال التواصل مع النساء، وخلق أواصر الثقة الاجتماعية مع النساء الأخريات في المجتمع لتحقيق نهضة شاملة للمرأة في العالم العربي.