منجلة

   انبثقت الفكرة عندما رأت المبادِرة وجود أزمة حقيقيّة في القطاع الزراعيّ والتواصل مع الأرض والسيادة على الغذاء بين الشابّات والشباب. كان الدافع الأساسيّ لتأسيس المبادرة في سنة ٢٠١٧ هو التواصل مع الأرض والتربة، حيث كان الدافع الأساسيّ للمؤسِّسات، راية زيادة ويارا الدواني، هو الوصول إلى وتحفيز فئتي الشباب والأطفال على العودة إلى هذا المكوّن الأساسيّ لهويّتهم/نّ وإنتمائهم/نّ للمكان. تنظر المؤسِّسات، كنساء وشابّات، إلى الزراعة والأرض كمفهوم فلسفيّ مبنيّ على الزراعة التحرّريّة والممارسة اليوميّة، فهنّ يحلمن مع رفاقهنّ ورفيقاتهنّ بإنشاء حركة زراعيّة بيئيّة تعتمد على الإنتاج والسيادة على الغذاء، كونها حجر الأساس للخاص من التبعيّة الاقتصاديّة وتعزيز مفهوم الاقتصاد المقاوم. كانت أولى تجارب منجلة هي إطلاق أوّل مخيّم زراعيّ (بيئيّ( فلسطينيّ في سنة ٢٠١٧ ، والذي استهدف شابّات وشبّاًنا من مناطق جغرافيّة مختلفة. كان المخيّم الزراعيّ في جبال قرية عين قينيا، بعيدًا عن جميع معالم الحياة السريعة دون هواتف أو أضواء، بهدف العودة الى الأصل: التربة.  تعلّم المشتركون/ات عن الزراعة البيئيّة نظريًّا وعمليًّا، وعمل أنواعًا مختلفة من الكومبوست، بالإضافة إلى مناقشة قضايا مشاكل المياه والاحتباس الحراريّ.

   كان من الهامّ أيضًا الوصول إلى قلب المدينة والإسمنت حيث تطغى الرأسماليّة والنيولبراليّة بلونها الرماديّ لتغطّي اللونين الأخضر والبنّيّ. فكانت الفكرة إنشاء حديقة مجتمعيّة أو المعروفة ب Guerrilla gardening، وهي استهداف منطقة مهملة وتحويلها إلى حديقة مجتمعيّة. في هذه التجربة، تمّ إنشاء حديقة في منطقة مهملة في شارع خليل السكاكيني، حيث تمّ تنظيفها من القمامة وزراعة الأشجار والخضروات. تفاعل أهل الحيّ مع الفكرة بشكل إيجابيّ. هذه الفكرة تعالج قضيّة الحيّز العامّ وتدحض مقولة "لا يوجد مكان للزراعة".

   في سنة ٢٠١٨ ، بدأت مبادرة منجلة، وبالشراكة مع الملتقى الفلسطينيّ للزراعة البيئيّة، بالتخطيط والتفكير بإطاق الحملة الشعبيّة لإحياء ينابيع المياه الجافّة. تمّ اختيار قرية مزارع النوباني لتكون نموذجًا للعمل وتطبيق الحصاد المائيّ وجمع مياه الأمطار عن طريق تكثيف الغطاء النباتيّ، وبناء السدود الهلاليّة، وبهمّة وسواعد الشبّان والشابّات. في السنوات القادمة، راية ويارا عاقدتا العزم على الاستمرار في العمل وذلك بحسب قولهما، "لأّننا نؤمن أّننا لن ندع الاحتلال الذي يسيطر على مصادر المياه أن يصل إلى مخيّلتنا، وسنجمع مياه الأمطار وسنسقي الزرع والشجر.

   بالإضافة إلى ذلك، قامت منجلة بتنفيذ نشاطات زراعيّة ثقافيّة للأطفال ونشاطات تعليم مبادئ الزراعة البيئيّة، وذلك عن طريق دمج الفنّ ووسائل مبدعة لتعليم الأطفال التواصل مع الطبيعة والأرض. من الأمثلة الناجحة كان نشاط فندق الحشرات الذي نفّذ في مركز خليل السكاكيني وأيضًا في المتحف الفلسطينيّ بالإضافة إلى فعاليّات تعليميّة حول مبادئ الزراعة البيئيّة.

   في الفترة القادمة ستعمل مبادرة منجلة وضمن منحة صندوق روى الفلسطينيّ على إقامة أوّل مزرعة بيئيّة في قرية الولجة، وعقد مخيم الزارعة البيئيّة الثاني في منطقة مزارع النوباني. من الجدير ذكر أنّ مبادرة منجلة هي مبادرة تطوّعيّة ونجاحها يعتمد على العمل الجمعيّ وإعادة روح التطوّع بين شابّات وشباب فلسطين والشراكة مع المبادرات الشبيهة والتي تسعى إلى خلق واقع زراعيّ خارج المنظومة الاستعماريّة والرأسماليّة. تواصلوا معنا وتطوّعوا في الأرض وللأرض.

____________________________________________________

إمكانية التطوّع: التنسيق المسبق عبر صفحة الفيسبوك.