فيسبوك: Jascala Winery
تمثّل منطقة الجليل قطعة من الجنّة، بطبيعتها الجميلة وتلالها المنحدرة. إّنه مكان ساحر وهادئ ونقيّ بمعنى الكلمة. كما أنّ منطقة الجليل تمتليء بالمدن والبلدات والقرى الفلسطينيّة الغنيّة والمفعمة بالحيويّة (عكّا، الناصرة، شفا عمرو، الشاغورة، طمرة، سخنين، وغيرها). إلاّ أنّ كلّ هذا الجمال يخفي وراءه تاريخًا مظلمًا وعنيفًا. فلسكان الجشّ، والتي تُعتبر إحدى القرى الجليليّة، أصول في قرية كفر برعم، والتي قامت الهاغاناه بتشريد أهلها منها وتطهيرها عرقيًّا سنة 1948 ، وذلك قبل أن تسوّيها السلطات الإسرائيليّة بالأرض. والهاغاناه هي إحدى المجموعات الصهيونيّة شبه العسكريّة الرئيسيّة التي تواجدت قبل قيام الكيان الإسرائيليّ. واليوم، تسود حالة من النشاط بين السكّان الأصليّين لهذه القرى من أجل العودة إلى قراهم وإصلاحها. وقد استوعبت قرية الجشّ سكّان قرية كفر برعم بعد طردهم من ديارهم وأراضيهم.
يتألّف سكّان قرية الجشّ اليوم من مزيج من المسيحيّين المارون والكاثوليك، والمسلمين. وقد بدأ السكّان مؤخّرًا بإطلاق حملة مثيرة للاهتمام من أجل إحياء اللغة الآراميّة، والتي تمثّل عنصرًا هامًّا من عناصر الهويّة المارونيّة. وتأتي عائلة خريش من سلسلة طويلة للغاية من المزارعين/ات الذين اعتنوا بالأرض لعدّة أجيال. وعند منحدرات جبل ميرون، والذي يبلغ ارتفاعه 800 مترًا فوق سطح البحر، تزرع هذه العائلة كروم العنب، بالإضافة إلى الخضروات والفاكهة المتنوّعة. في سنة 2003 ، بدأ الأخوين نصر وريتشارد خريش، المزارعان الشغوفان، صناعة نبيذهما الخاصّ. وصناعة النبيذ في عائلة خريش عبارة عن طقس أصيل من طقوس العائلة، وتتنقل أصول هذه العمليّة من الأب إلى الابن. إلاّ أنّ ريتشارد التحق بدورة تدريبيّة متخصّصة في صناعة النبيذ، من أجل ضمان إنتاج على قدر عال من الجودة. وقد حوّل الأخوان نشاطهما التجاريّ الآن إلى بوتيك للنبيذ في الجشّ، بالقرب من جبل الجرمق، على بُعْد بضعة كيلومترات من الحدود اللبنانيّة.
يُحفَظ النبيذ في سرداب في قرية الجشّ عمره مائة عام، ويقع في وسط البلدة، وله إطلالة بانوراميّة على جبل الجرمق وعلى اتّساع الجليل الأعلى. جاسكالا، الاسم الرومانيّ لقرية الجشّ، هو الاسم الذي اُطلِق على مصنع النبيذ العائليّ هذا. ومنذ إنشائه في سنة 2003 ، ازدهر هذا المشروع، وسيتمّ استخدام العنب هذا العام لصناعة 28 ألف زجاجة من النبيذ.
تُعَدّ قرية الجشّ مكاًنا فريدًا من نوعه، يستحقّ الزيارة والاستمتاع بالمناظر الخلّابة وتاريخ الجليل الغنيّ.