مع مرور قرابة العام على الحرب المدمرة على قطاع غزة، دفعت التصعيدات الأخيرة المنطقة إلى شفا صراع واسع النطاق، مما جعل الكثيرين في حالة خوف مما ينتظرهم. مع استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتي وصفها برنامج الغذاء العالمي (WFP) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) بأنها "كارثية"، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 41,600 شخص من سكان غزة قد فقدوا حياتهم منذ اندلاع الحرب، بالإضافة إلى آلاف آخرين في عداد المفقودين أو المدفونين تحت الأنقاض، بمن فيهم النساء والأطفال. وتقدر وكالات الأمم المتحدة أن 1.9 مليون فلسطيني قد نزحوا داخليًا من منازلهم (90٪ من سكان غزة) وأن 495,000 من سكان غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.
أما في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، فإن الوضع كارثي. وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، حيث ان أكثر من 690 فلسطينيًا قُتلوا خلال عام، بما في ذلك 12 على الأقل خلال اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين، ونزوح 1,628 فلسطينيًا، من بينهم 794 طفلًا، في مختلف المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية. وقد سلط مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الضوء على تدهور الأوضاع، مع تزايد العنف والقيود التي تؤثر بشدة على الحياة اليومية.
ومع تدهور الاوضاع السياسية الاقليمية، يلوح في الأفق الخوف من المزيد من التصعيد وتأثيره على المدنيين. وتبرز الحاجة إلى بذل جهود دبلوماسية أكثر الحاحا من أي وقت مضى لتنفيذ وقف إطلاق النار وحماية المدنيين. ويتعين على المجتمع الدولي التمسك بمبادئ القانون الدولي وصونها، والتحرك فورا لمنع المزيد من المعاناة وعدم الاستقرار في المنطقة.
وعلى الرغم من هذه التحديات الهائلة، فإننا لا نزال ثابتين في التزامنا بدعم مجتمعاتنا المحلية. حيث يعمل شركاؤنا بتفاني وبلا كلل لتوفير الخدمات الأساسية والدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة والعدالة والسلام. معًـا، نتمسك بالأمل ونواصل السعي من أجل مستقبل أفضل وأكثر عدلاً للجميع.