ريزاين لإعادة التدوير

   بعد أن تخطو خطوة واحدة داخل ورشة علاء، ستدرك مقدار الإبداع الذي يمكن لمكان واحد أن يستوعب. الصناديق والأرفف المليئة بالزجاجات الملوّنة من جميع الأشكال والأحجام هي الموادّ الأساسيّة التي يستخدمها علاء لتحويل النفايات إلى كنوز.

   لاحق علاء شغفه بالمنتجات المصنوعة يدويًّا منذ سن المراهقة. فعندما كان في السادسة عشرة من عمره، قرّر أن يصنع بنفسه مكتب الحاسوب الذي سيستخدمه في غرفته. تغيّرت رؤيته منذ ذلك الحين، عندما أدرك ما يمكن للمرء فعله مع “القمامة” الموجودة حول غرفته/منزله،لوشارعه وغيرها من الأماكن في محيطه. تعاني فلسطين من نقص في الإدارة السليمة للنفايات الصلبة، والتي تتزايد باطّراد مع انتقالنا المستمرّ نحو مجتمع صناعيّ استهلاكيّ، حيث أصبحت المنتَجات التي تُستخدم لمرّة واحدة هي القاعدة. مع عدم وجود بنية تحتيّة مناسبة لإدارة مثل هذه النفايات الصلبة، فإّننا كفلسطينيّين/ات نساهم في تدهور مناظرنا الطبيعيّة ونوعيّة حياتنا.

   رأى علاء، وهو فنّان لديه رؤية، الإمكانيّة الكامنة في الموادّ الملقاة كنفايات، مثل الزجاج الذي يتميّز بمتانته وعمليّته، والذي يتواجد بألوان جميلة. يتطلّب العمل كذلك موادّ خامًّا إضافية مثل المعادن والقماش والخشب، والتي يجمعها عاء لصنع قطعه الفنّيّة. قطعه فريدة من نوعها وتتنوّع بين أكواب بيرة ونبيذ تحوّلت إلى أكواب عاديّة، وأكواب صغيرة، وأوعية للمكسّرات، وعبوات للزيت، وحليّ، وغيرها الكثير. يحبّ عاء تجربة وتنفيذ تصميم المنتَج. حتّى إّنه صمّم آلة قطع الزجاج النموذجيّة لديه والتي تعمل بشكل مثاليّ، ممّا يوفّر له المال والوقت اللازمين لشراء واحدة مستوردة.

   ويهدف علاء، من خلال أعماله الفنّيّة، إلى تغيير ثقافة الاستهلاك في حياتنا. إّنه يريد زيادة الوعي بكيفيّة ضمان أن تكون بصمتنا البيئيّة في فلسطين والعالم في حدّها الأدنى، حيث سيكون وعينا الاجتماعيّ بمحيطنا قوّة دافعة للتحرّر من احتلال عقولنا. قام علاء بتجديد مساحة عمله في بيت ساحور، حيث حوّلها إلى مركز للإنتاج والتدريب للفنّانين/ات والأشخاص الذين يرغبون بإحداث فرق في المكان. إذا كانت لديك مهارات فنّيّة وفتنت بها، أو إذا لم تكن لديك مهارات وإّنما شدّك الفضول فحسب، قم/قومي بزيارة ورشة ريزاين واستلهم/ي الأفكار المبدعة!

___________________________________________________

أماكن بيع المنتَج: استوديو ريزاين، العلقة للثقافة والمعلومات، بيت ساحور.

إمكانيّة التطوّع: متطوّعون/ات مهرة في استخدام الأدوات والالات، وقدرة على استخدام وسائل وشبكات التواصل الاجتماعيّ، نشيطون/ات وواعون/ات بيئياًّ، و/أو يودّون أن يصبحوا/نّ كذلك.