الفاخوري للزجاج والفخّار

خيارات واعية

البريد الإلكترونيّ : khald00811@yahoo.com                           فيسبوك: خزف وسيراميك الفاخوري

الفاخوري للزجاج والفخّار

   في وسط شارع الشهداء في الخليل، تجد مصنع الفاخوري للزجاج. إّنه تقريبًا المتجر الوحيد الذي تراه مفتوحًا بسبب وجود المستوطنين الإسرائيليّين وجنود الاحتلال المدجّجين بالسلاح. المنطقة مغطّاة بلافتات بالعبريّة، ما يعزّز الطابع الاستثنائيّ للمكان. تمّ إغاق شارع الشهداء بعد المذبحة الإبراهيميّة سنة 1994 ، عندما اقتحم مستوطن يهوديّ الحرم الإبراهيميّ بمدفع رشّاش، مسفرًا عن مقتل 29 فلسطينيًّا بدم بارد. كان هذا الشارع بمثابة السوق المركزيّ لمنطقة الخليل وكان قلب المدينة القديمة.  واليوم، لا يزال عدد قليل من المحلاّت مفتوحًا بينما أجبر جيش الاحتلال بقيّة المحلاّت على  الإغلاق. لهذا، وفي محاولة لتحدّي سياسات الاحتلال، لم يغلق نضال فاخوري متجره أبدًا، على الرغم من أنّ أعمال البيع والشراء غير موجودة تقريبًا في هذا الشارع.

   متجره الغنيّ بالألوان في شارع الأشباح هذا هو بمثابة منارة جذّابة وسط الهلاك والعلامات الملموسة للعنصريّة والفصل العنصريّ من حوله. عائلة الفاخوري هي عائلة خزّافين، ويأتي اسمها من "الفخّار"  باللغة العربيّة. مع هذا التقليد العائليّ الغنيّ والتاريخيّ، ظلّ نضال مصمّمًا بل ومتحمّسًا على إبقاء المصنع والمتجر على قيد الحياة في مواجهة كلّ التخويف والتهديدات التي يواجهها. يقع متجره في مواجهة مطعم يعجّ بالمستوطنين اليهود و"السيّاح" الذين لن تطأ أقدامهم/نّ متجره، إلّا أنّ نضال يقول إّنه ومهما حدث، سيبقي المتجر مفتوحًا للزوّار والزائرات والمتسوّقين/ات ونشطاء ونشيطات التضامن.

   الفخّار الذي يُصنع هنا معروف جيّدًا ويمكن العثور عليه في مئات المتاجر في الخليل وبيت لحم والقدس وغيرها. وما يجعله مميّزًا هو حقيقة أنّ هذه الأسر، مع تاريخها الطويل في الحرفة، لا تزال على قيد الحياة وتحارب المنافسة التي من شأنها أن تحلّ منتَجات رخيصة آليّة الصنع محلّ منتَجاتها الجميلة. والأمر الذي يجعل صناعة الفخّار مميّزة وحيّة هو أنّ موادّها بسيطة وسهلة التوفّر، ومع ذلك فإّنها تتطلّب مهارة حقيقيّة لإنتاج اللوحة اليدويّة وترتيبات الألوان التي تميّز النوعيّة الأصليّة، وهو ما يعملون جاهدين على الحفاظ عليه.

صناعة الفخّار الفلسطينيّة فريدة من نوعها، ومن منّا لا يرغب ببعض المنتَجات منها لتحويل مطابخنا أو غرف معيشتنا إلى مساحات نابضة بالحياة وفضاءات غنّيّة ثقافيًّا؟

____________________________________________________

أماكن بيع المنتَج: في موقع المصنع.