مصنع البلاط التقليديّ

خيارات واعية
مصنع البلاط التقليديّ

   افترضنا أنّ فنّ صناعة الباط التقليديّ، مثله مثل بناء المنازل ذات الطراز التقليديّ، قد اختفى، إلى أن صادفنا علي وزوز، صاحب مصنع باط تقليديّ لا يزال يعمل في منطقة الرام. ينحدر علي من عائلة تعمل في صناعة الباط منذ سنة 1953 ، وقد اتّبع خطى والده عبد الكريم وزوز الذي كان يعمل في مصنع للباط في باب الجديد في البلدة القديمة في القدس قبل افتتاح مصنعه في شعفاط في الستّينات، ومن ثمّ نقله بعد حوالي 20 عامًا إلى منطقة الرام. يوضّح علي كيف كانت الصناعة على وشك الاختفاء بعد إدخال نوع أرخص من الباط يسمّى الحصمة، والذي يوجد الآن في المنازل ذات الأسعار المتوسّطة أو كباط أساسيّ يُغطّى بالأرضيّات الخشبيّة أو الموكيت. بعد ذلك اتّجهوا إلى صناعة هذا النوع من الباط استجابة للطلب في السوق. استمرّ هذا حتى سنة 1993 ، عندما التقى السيّدة سعاد العامري، مؤسّسة مركز رواق. كانت هي التي شجّعتني على صنع الباط التقليديّ مرّة أخرى، وقد كان مركز رواق يعمل على مشروع توثيق للباط التقليديّ في ذلك الوقت.

   وعندها تحمّس علي لإعادة الحياة إلى الباط التقليديّ الجميل، وأخرج القوالب القديمة التي حصل عليها والده من مصنع طمس في البلدة القديمة في القدس تمّ إغلاقه إباّن النكبة، وبدأ بصنع هذا الباط الملوّن الرائع، يدويًّا، بلاطة بلاطة، باستخدام آلة والده القديمة.

   يتمّ صبّ طبقات من خليط الأصباغ والحجر الجيريّ الممتاز والأسمنت الأبيض ومزيج الأسمنت العاديّ في القوالب وضغطها يدويًّا في هذا الجهاز لإنتاج هذا الباط الجميل.

   صنع علي أيضًا قوالب جديدة مبنية على التصاميم التقليديّة، على أمل إعادة إدخال الباط في السوق الفلسطينيّ، وتلبية الأذواق المختلفة والجمع بين الحداثة والتقاليد.

   في الوقت الحاليّ، ينحصر عماء الباط التقليديّ في مؤسّسات تعمل في مجال الحفاظ على المباني، مثل مركز رواق، ويذهب إليهم حوالي 70 بالمائة من الإنتاج، كما يقدّر علي؛ و يذهب 10 بالمائة من الإنتاج إلى فلسطينيّين/ات يقدّرون أهمّيّة دمج الفنّ التقليديّ الأصيل في المنازل الحديثة، و 20 بالمائة إلى إسرائيليّين/ات، حسب رأي علي.

   في مقال عن علي ، نقل عنه قوله: حلمي أن أمتلك مصنع باط كبير قادر على إنتاج باط عالي الجودة وتوظيف عشرات الحرفيّين. أتمنّى أن يدرك جميع الناس جمال هذا الباط وأن يحبّوه بقدر ما أفعل. هذه البلاطات ليست بلاطات، بل هي عيون. وهذه الألوان ليست مجرّد ألواًنا، إّنها لوحات. فهي تعيد الغرف إلى الحياة وتضيء أيّ مساحة تضاف إليها.

____________________________________________________

أماكن بيع المنتَج: في الموقع .

خدمات أخرى: طلبات مخصّصة.