سلمى بوزية

خيارات واعية
سلمى بوزية

   سلفيت هي جوهرة مخفيّة بين المحافظات الفلسطينيّة، وهي أكبر منتج لزيت الزيتون في مناطق الضفّة الغربيّة. مدينة سلفيت قديمة، تأسّست في عهد الكنعانيّين ) 3150 - 1200 قبل المياد). تتكوّن كلمة سلفيت، (وتُلفظ سال-فيت) من جزئين، الأوّل "سل" ويعني صندوق،والثاني "فيت" ويعني العنب. ويرجع هذا إلى حقيقة أنّ مدينة سلفيت كانت تشتهر بالعنب، الذي لا يزال يُزرع على نطاق واسع حتّى اليوم. توجد 17 مستوطنة إسرائيليّة غير قانونيّة في منطقة سلفيت وقت كتابة هذا التقرير، بما في ذلك أكبر مستوطنة في الضفّة الغربيّة: آرييل. تتذكّر سلمى في طفولتها، أنّ جميع نساء القرية كنّ يصنعن السلال بغضّ النظر عن وضعهنّ الاجتماعيّ وقدراتهنّ الماليّة. صنع السلال، والتي تُعرف باسم القرطالة، كانت ضرورة وفنّ لكلّ أسرة، وكانت تُستخدم على وجه الخصوص في الحقول عند حصاد العنب والتين. كانت سلمى واحدة من النساء اللواتي أخذن على عاتقهنّ إحياء وتطوير صناعة السلال بين قريتها وقرى المنطقة. تقلق الرياديّات المجتمعيّات من أمثال سلمى ما انقراض هذه الحرفة، لأنّ الجيل الأكبر سنًّا من النساء اللواتي اعتدن صنعها يرحلن من الحياة تباعًا. وبسبب سرعة الحياة، فإنّ الجيل الأصغر سنًّا لا يحرص على تعلّم هذه الحرفة، ويفضّل البحث في مكان آخر عن الأنشطة المدّرة للدخل. ومع ذلك، تعتقد سلمى أنّ الاستثمار المناسب للوقت والجهد والمهارة يمكن أن يطوّر حرفة صناعة السلال اليدويّة، بل ويزيد من قيمتها. وهي تعمل منذ سنة 2011 مع النساء لتحسين مهاراتهنّ في صناعة السلال من أغصان القشّ والزيتون والمستكة (السرّيس). وغنيّ عن القول إنّ التحدّيات التي يواجهها القطاع الزراعيّ تؤّثر بشكل مباشر على حرف مثل حرفة صناعة السلال. فعندما يتوقّف المزارعون/ات عن زراعة الأصناف المحلّيّة من القمح، على سبيل المثال، واستبدالها بمحاصيل ذات قيمة عالية، فإنّ هذا يعني أنّ القليل من القشّ سيتوفّر لصنع السلال. وعاوة على ذلك، فإنّ الهجمات واسعة النطاق التي تشنّها الخنازير البرّيّة (والتي يُعتقد أنّ المستوطنين الإسرائيليّين يربّونها ويطلقونها على المزارع الفلسطينيّة(  تتسبّب أيضًا في تدمير المحاصيل، وفي النهاية التخلّي عن الزراعة تمامًا. تعتقد سلمى أنّ صناعة السلال حرفة يمكنها، إذا سُمح لها بالتطوّر وأعطيت الدعم الرسميّ من المجتمع المدنيّ والحكومة، أن تكون نشاطًا موثوقًا مدًّرا للدخل للعديد من النساء في المنطقة. وتخبرنا سلمى أيضًا أّنها وخلال فترة عملها على الحفاظ على حرفة صنع السلال اليدويّة، قد صادفت قطعًا فريدة تعود إلى مئات السنين، والتي أدخلت عليها الجلود الحيوانيّة كذلك لزيادة تحمّلها ومتانتها. تواصل سلمى إدارة ورش عمل حول فنّ صناعة السلال، وتأمل أن تستمرّ في توفير منصّة لتسويق ما تعتقد أّنها قطعة فنّيّة بسيطة ولكنّها جميلة وخلّقة.