الفخّار الفلسطينيّ

   قصّة الفخّار والخزف الأرمنيّ قصّة ساحرة وتستحقّ التوثيق لتاريخها الفريد ومدى تطوّرها. لم تكن الفنون والحرف المصنوعة من بلاط الخزف والفخّار،

   خصوصًا المزخرف منها، موجودة في القدس قبل وصول الأرمن. بتكليف من الحكومة البريطانيّة لتجديد بلاط قبة الصخرة خلال فترة الانتداب، انتقلت عائلتا باليان وكاراكاشيان من تركيا إلى القدس لبدء العمل.

   وُلدت صناعة الفخّار والخزف الأرمنيّة في القدس سنة 1922 ، عندما أنشأت العائلتان أعمالهما وبدأتا ريادة إنتاج وديكور قطع الخزف عالية الجودة. نجح مصنع ومتجر باليان، الذي نجا من الحروب المتعدّدة ودورات العنف في المدينة، في شارع نابلس، في إنتاج منتجات رائعة واستقبال الضيوف لمدّة 90 عامًا. نيشان باليان هو المدير الحاليّ للمصنع الذي ورثه عن جدّه وأبيه الراحل، الذي لعب دوًرا رئيسيًّا في الحفاظ على هذا التراث القديم في القدس. وهو يضع معايير هامّة لاختبار أصالة الفخّار في فلسطين. إذا كانت القطعة تحمل اسم باليان أو كركشيان، فإنّ لديك منتجًا عالي الجودة، تمّ تصميمه وإنتاجه بعناية.

   لا تتمثّل إستراتيجيّة باليان التجاريّة في محاولة جذب السيّاح الذين يبحثون عن هدايا تذكاريّة رخيصة، بل إّنه وعوضًا عن ذلك، قد وضع معياًرا عاليًا للعمل بحيث يجذب العماء الذين يدركون جودة منتجاته وأصالتها. يضفي هذا الاحترام لتراث وتاريخ الحرفة عامل جذب ساحر وأصيل على منتَجات المصانع الخزفيّة الأرمنيّة، وتظهر فيها الحرفيّة العالية جليًّا.

   مصنع ومتجر باليان مفتوحان للزوّار الذين يرغبون بمشاهدة منتَجات الفخّار والخزف. بالإضافة إلى ذلك، يزود المصنع منتَجاته لعماء في فلسطين والعالم، وقد أنشأ روائعًا في كلّ ركن من أركان المعمورة، والتي يمكنك مشاهدتها عبر الإنترنت من خلال زيارة موقعهم الإلكترونيّ وصفحتهم على فيسبوك.