مصنع صابون معاذ النابلسي (البدر)

خيارات واعية

فيسبوك: Albader Soap Factory          الموقع الإلكترونيّ: www.albader.ps

البريد الإلكترونيّ: info@bader.ps  

مصنع صابون معاذ النابلسي (البدر)

   يعود تاريخ صناعة الصابون في منطقة المشرق العربي إلى عدّة قرون، وذلك بسبب وفرة شجرة الزيتون المباركة، التي تحمل قيمة كبيرة لشعوب بلاد الشام، ليس فقط كقيمة تاريخيّة وثقافيّة واجتماعيّة، بل أيضًا كقيمة سياسيّة خاصّة لشعب فلسطين، حيث أصبحت رمزًا للصمود والمقاومة. مع توافر زيت الزيتون، تحوّلت بعض المدن إلى مراكز لإنتاج الصابون، وأصبحت تعرف باسم "مدن الصابون، ومن أشهرها مدينة نابلس في فلسطين، وحلب في سوريا، وطرابلس في لبنان.

   في مدينة نابلس، ازدهرت صناعة الصابون في القرن التاسع عشر حيث كانت العناصر الرئيسيّة للإنتاج متاحة، وعلى رأسها زيت الزيتون، الذي كان يحضره صنّاع الصابون من القرى المحيطة، بالإضافة إلى الماء ومادّة "القِليّ"، وهي مادّة قلويّة كانت تستخرج من نبتة شبه صحراويّة تنمو شرق نهر الأردن، وكان يبيعها البدو لصنّاع الصابون. في تلك الحقبة الذهبيّة، حدثت تحوّلات اقتصاديّة واجتماعيّة في نابلس، ويرجع ذلك أساسًا إلى صناعة الصابون التي عزّزت العلاقات الاقتصاديّة والاجتماعيّة بين المدينة والقرى المحيطة بها، ممّا خلق اقتصادًا شاملً.

   كما كانت مصانع الصابون بمثابة بنوك لزيت الزيتون، حيث كان يقوم المزارعون/ات بتخزينه هناك حتّى يقومون ببيعه أو استرداده، ممّا يعكس الثقة الكبيرة بين أصحاب المصانع والمزارعين/ات. وفي النهاية كان يعرف الصابون المصنّع من زيت الزيتون باسم "الصابون النابلسيّ".

   مثل جميع الصناعات في فلسطين، عانت صناعة صابون زيت الزيتون في ظلّ الاحتال الصهيونيّ بسبب تقسيم الأراضي والقطع الجائر لأشجار الزيتون، ممّا أسفر عن شح زيت الزيتون في الأسواق المحلّيّة وارتفاع أسعاره. وفي فترة الستّينات والسبعينات من القرن الماضي، بدأت مصانع الصابون باستيراد زيت الزيتون من لبنان وسوريا، ثم من إسبانيا وإيطاليا بعد ذلك، وكان الزيت المستورد، المسمّى "زيت الزيتون الصناعيّ"، أرخص سعرًا وأقلّ جودة أيضًا، ما ترتب عليه انخفاض جودة الصابون المصنّع منه.

   عائلة النابلسي هي واحدة من العائات الكبيرة التي عملت في صناعة الصابون من زيت الزيتون لأكثر من 200 عام، وكانت تمتلك أكثر من 43 بالمائة من مصانع الصابون في القرن التاسع عشر. وقد افتتحت عائلة النابلسي مصنع صابون معاذ النابلسي (البدر) في ثلاثينات القرن العشرين، في مبنى مؤجّر يعود تاريخه لأكثر من 800 عام، كان قد تمّ بناؤه في الأصل كمصنع للصابون في البلدة القديمة. وبدافع من قلقه من تدّني جودة الصابون، وحرصًا على مواصلة إرث عائلته في هذه الصناعة العريقة، قرّر المالك، معاذ النابلسي، إحياء صناعة الصابون من زيت الزيتون النقيّ كما كان عليه الحال في العصر الذهبيّ، وبدأ شراء زيت الزيتون البكر من المزارعين/ات المحلّيّين/ات مباشرة. ليبدأ التحوّل في سنة 2003 ، برغم ما واجهه من صعوبات كثيرة، من بينها بناء الثقة مرّة أخرى مع المزارعين/ات المحلّيّين/ات وتغيير نظرة المستهلك/ة بعد أن اعتاد/ت على أرخص أنواع الصابون، وخصوصًا في ظلّ الظروف الاقتصاديّة الصعبة آنذاك. وبالفعل بدأت مكوّنات الإنتاج الأصليّة بجودتها العالية تظهر في الأسواق المحلّيّة مرّة ثانية، باستثناء مادّة "القِلي القلويّة، التي لم تعد متوفّرة في السوق المحلّيّ.

   والآن، تغيّر شكل صابون البدر من الشكل المكعّب إلى الشكل المستطيل، ليسهل على المستهلك/ة تمييزه عن باقي أنواع الصابون المتوفّرة في الأسواق، مع احتفاظه في الوقت نفسه بأكثر السمات المميّزة لصابون زيت الزيتون، وهي الحوافّ الحادّة. وبرغم جودته العالية وتكلفة إنتاجه، يتوفّر صابون البدر بأسعار رمزيّة، ما يجعله في متناول شريحة عريضة من العملاء. وتشمل منتجات معاذ النابلسي المصنوعة يدويًّا: صابون زيت الزيتون البكر التقليديّ، وصابون زيت الزيتون البكر السائل، وصابون حليب الماعز.

____________________________________________________

أماكن بيع المنتَج: المصنع، وعبر الإنترنت من خلال البريد الألكترونيّ والفيسبوك.