مجموعة من الأصدقاء في قرية بورين، لم يكن لديهم خلفيّة في الزراعة، وإنما يشتركون في الرؤية لتغيير واقعهم الاقتصاديّ ولإيجاد صيغة بديلة عن التبعيّة للوظيفة وبدافع وطنيّ يهدف إلى حماية الأراضي وإعادة إحيائها في قرية بورين المحاطة بالمستعمرات والمهدّدة دومًا بالاعتداءات اليوميّة منها. هكذا نبعت فكرة مزرعة عشّاق الأرض، ونجحت وتوسّعت واستمرّت بالعمل التعاونيّ والانتماء لأرض.
بدأت المزرعة في شهر كانون الثاني/يناير سنة 2017 ، حيث قام أحد الأعضاء بتقديم مساحة من الأرض الخاصّة به لزراعتها بالقمح. وتأّثروا حينها بانتهاكات المستوطنين وتخريب جزء من المحصول من قبل الخنازير البرّيّة، لكن لم يثنهم ذلك عن مواصلة عملهم وتحقيق رؤيتهم. فقاموا باقتطاع جزء من دخلهم الشهريّ للتوسّع وبناء دفيئات وأنفاق زراعيّة في أراضٍ مجاورة قاموا باستئجارها. وفي غضون عامين من العمل المتواصل والدؤوب، امتدّت مساحة زراعتهم من دونم ونصف إلى أربعة عشر دونمًا، تمّت زراعتها بمحاصيل عديدة، منها الزعتر، الميرمية، البندورة، الخيار، الكوسا، الملفوف، القرنبيط، والورقيّات. تعتمد المزرعة على الزراعة البعليّة والمرويّة، وتسعى تدريجيًّا إلى الوصول إلى إنتاج متكامل ومتنوّع وخالٍ من الكيماويّات. تستقبل المزرعة جميع المهتمّين/ات والمتطوّعين/ات والمشترين/ات بمحبّة وكرم غير مسبوقين.
يؤمن مؤسّسو المزرعة بضرورة إيجاد قنوات مباشرة لتسويق منتجاتهم، انطلاقا من مبدأ العدالة في السعر والتكلفة للمنتِج/ة والمستهلك/ة، بالإضافة إلى توطيد علاقات الثقة بين المزارع/ة والمشتري/ة، حيث تدعو المزرعة المهتمّين/ات إلى زيارتها وقطف المحصول بأيديهم/نّ، بالإضافة إلى تسويق المنتج في كلّ من بورين والقرى المجاورة) عصيرة القبليّة وحوّارة (بسعر أقلّ من سعر السوق .وإن توفرت الإمكانيّة يقومون بإيصال الطلبات التي تصلهم عبر صفحة الفيسبوك إلى مناطق مثل رام الله.
وتواجه المزرعة، مثل العديد من المزارع في فلسطين، تحدّيات تتعلّق بالتكلفة العالية للمياه، فتوجّهوا كحلّ جزئيّ إلى إنشاء بركة تجميع لمياه الأمطار تبلغ سعتها ٣٥٠ كوبًا. إضافة إلى ذلك، يواجه أصحاب المزرعة صعوبة في توقيت ومدّة العمل بها، كونهم يعملون في وظائف أخرى في الفترة الصباحيّة، فقاموا بتوصيل الكهرباء إلى المزرعة لإضاءتها والعمل فيها ليلاً، ما يعكس الالتزام بالفكرة والمجهود الكبير الذي يقومون به.
____________________________________________________
توفّر المنتَج: بشكل موسميّ مثل الفقّوس والقرنبيط والملفوف، وطوال العام لبعض المحاصيل مثل البندورة، الكوسا، الخيار والورقيات.
أماكن بيع المنتَج : مقرّ المرزعة في بورين، حوّارة: في بسطة على الشارع الرئيسيّ، بالإضافة إلى مجموعة من محلاّت الخضار في البلدة وعصيرة القبليّة: بشكل موسميّ من خلال بسطة أمام جامع البلد عبر صفحة الفيسبوك.
إمكانيّة التطوّع: فترة إعداد الأرض للزراعة، وأوقات الزراعة والحصاد، وفي التسويق للمنتَجات.