البريد الإلكترونيّ : info@terrafidea.org
فيسبوك: Terra Fidea
الموقع الإلكترونيّ : www.terrafidea.org
تُعد محميّة ترفيديا الطبيعيّة التاريخيّة الفلسطينيّة المنطقة الطبيعيّة الوحيدة والرئة الخضراء الأخيرة المتبقّية في مدينة رام الله، فهي المنطقة الممتدّة ما بين الطيرة والمنطقة الصناعيّة من جهة ومنطقة بطن الهوى ووادي الدلب من جهة أخرى.
تعود التسمية "ترفيديا" إلى اللاتينيّة وتعني الأرض المخلصة، حيث أطلق الرومان الاسم على هذا الوادي الضيّق الذي ينساب بين جبلين. تعدّ محميّة ترفيديا ثروة وطنيّة بالإضافة إلى كونها منطقة خضراء، ففيها المكنون التاريخيّ والطبيعيّ والبيئيّ والتراثيّ لفلسطين. تمتاز المنطقة بوجود أشجار زيتون روميّ، بلّوط، ملّول، بطم، قيقب، كينا، سرّيس، زعرور والكثير من الأشجار والأعشاب. كما يوجد بها آبار عتيقة ومعاصر منحوتة بالصخر ومُكر ماء ومناطير )قصور زراعيّة) ومنحوتات صخريّة وأحافير مرجانيّة، وغيرها من التنوّع الحيويّ المميّز للمنطقة.
منذ القرن السادس عشر وأجيالنا المتعاقبة تعتني بأرضنا الفلسطينيّة. نحميها من الاحتلال، نحرثها، نغرسها، نزرعها، ونبني سناسلها الحجريّة العتيقة. نعشقها ونوّرثها كثروة وطنيّة فلسطينيّة من جيل إلى جيل. ويشكّل صمودنا عليها تحدّيًا لأطماع الصهاينة بمحو ذاكرتنا وموروثنا وتاريخنا.
كآخر محميّة وطنيّة بيئيّة بمكنون فلسطينيّ أصيل في محيط مدينة، تتحدّى ترفيديا منذ عشرات السنوات مخطّطات كثيرة لإعدامها ومحوها وإزالتها عن الوجود، آخرها هو تعدّي المدينة والتوسّع العمرانيّ العشوائيّ عليها، من خال إلقاء الردم والطمم والصخور من مخلّفات البناء على مساحة كبيرة من أراضيها والتي تحوي أشجار زيتون روميّة معمّرة وسناسل حجريّة عتيقة. وتمّ شقّ شوارع كبيرة بعرض 22 مترًا على جوانبها وِبواديها ممّا يزيد من كمّيّة الردم والطمم وتدمير للبيئة وللمناطق الطبيعيّة والأشجارالمثمرة فيها.
وكون المنطقة المحيطة بالمحميّة قد تمّ تحويلها إلى منطقة صناعيّة، فإنّ الضرر الواقع عليها كبير، حيث يتمّ التخلّص من آلاف إطارات السيّارات على أراضيها، ويتمّ حاليًّا مدّ خطّين للمياه العادمة من المنطقة الصناعيّة باتّجاه المحميّة.
يعبّر هذا الوضع عن حال الفلسطينيّين/ات ونضالهم/نّ ليس فقط المحتلّ الصهيونيّ بل أيضًا الهيئة المحلّيّة التي لا تولي اعتباراً لأهمّيّة المساحات الخضراء الطبيعيّة في الحفاظ على التوازن البيئيّ وحماية المناخ، والتي يجب حمايتها كثروة وطنيّة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
هذا ما دفع زهران جغب، صاحب أرض ترفيديا إلى حماية المنطقة وزيادة الوعي بأهمّيّة الحفاظ على المحميّات الطبيعيّة. بادر زهران بترميم المناطير الزراعيّة، وعمل مسارات سياحيّة للمحميّة وإعادة إحياء مزرعة زهران ومزرعة ترفيديا فيها. وبدأنا بزراعة الخضروات الموسميّة النظيفة وتوزيعها على الزوّار والزائرات والأهالي. كما استقبلنا العديد من الطلاّب والطالبات والمتطوّعين/ات والعائات والزوّار والزائرات للتعريف بالمحميّة وأهمّيّة الزراعة النظيفة ولتعزيز ارتباط الإنسان بالأرض.
تستقبل المحميّة الزوّار والزائرات والباحثين/ات والمستكشفين/ات والمتطوّعين/ات للتعرّف عليها وعلى الموروث البيئيّ والزراعيّ والتاريخيّ لفلسطين. وتنظّم جولات سياحيّة فيها، وترحّب بكلّ من يبحث عن الهدوء والتمتّع بالمناظر الخلاّبة بعيدًا عن ضوضاء المدينة.
يرحّب زهران بالمتطوّعين/ات لصيانة وتنظيف الطبيعة في محميّة ترفيديا والجوار.
محميّة ترفيديا، محميّة طبيعيّة تاريخيّة في رام الله وإرث واجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
____________________________________________________
إمكانيّة التطوّع: المبادرة والمجالات التي تحتاج إلى ذلك: صيانة وتنظيف الطبيعة في محميّة ترفيديا والجوار.