اكتسبت قرية الطيبة، الواقعة في الضفّة الغربيّة، شمال شرق مدينة رام الله؛ شهرة حديثة بالإضافة إلى أهمّيّتها التاريخيّة والدينيّة، حيث يُقام فيها مهرجان البيرة الوحيد في فلسطين، وهو مهرجان "أكتوبر فيست" الفريد من نوعه. والحقيقة أنّ تجربة المشاركة في مهرجان للبيرة في فلسطين هي تجربة استثنائيّة تُعتبر بحدّ ذاتها سببًا كافيًّا للاحتفال بهذا الحدث، ناهيك عن الاستمتاع بجميع أنواع الموسيقى والرقص على أنغام فنّانين/ات فلسطنيّين/ات، يتنوّع ما يقدّمونه بدءًا من موسيقى الهيب-هوب ووصولً إلى الدبكة (رقصة شعبيّة(، بالإضافة إلى الأطعمة الدوليّة والفلسطينيّة ومنتَجات الأشغال اليدويّة التي تعرضها المنظّمات النسائيّة المحلّيّة.
في سنة 1994 ، وحال عودتهما من الولايات المتّحدة الأمريكيّة، بدأ الأخوان نديم وديفيد خوري خوض هذه المغامرة التجاريّة الجرئية، وأسّسا شركة بيرة الطيبة، مستوحيان هذه الفكرة من أبيهما الراحل كنعان خوري. وقد كانت فكرة إنشاء أوّل مصنع بيرة صغير في الشرق الأوسط منذ سنة 1994 فكرة شيّقة ومغرية، خصوصًا وأنّ المنتَج مصنوع يدويًّا، وهو منتَج طبيعيّ خالٍ من الموادّ الحافظة والإضافات. حتّى الماء الذي يُستخدم في هذا المنتَج، يتمّ جلبه من النبع القريب في عين سامية، وهو المكوّن الأساسيّ الذي يعطي بيرة طيبة الطعم الذي تمتاز به.
يفخر الأخوان خوري بوضع اسميّ الطيبة وفلسطين على خارطة إنتاج البيرة، حيث يتمّ تصدير البيرة الفلسطينيّة إلى الأسواق في ألمانيا وبلجيكا واليابان والولايات المتّحدة الأمريكيّة وكندا وفرنسا والسويد وسويسرا وإيطاليا والنرويج وتشيلي. مديس، ابنة نديم، هي المرأة الوحيدة التي تصنع البيرة في فلسطين والشرق الأوسط، وهي مثال مشرق للمرأة الفلسطينيّة الناجحة والطموحة والشغوفة. تقوم مديس الآن بإدارة أعمالها مع أبيها وعمّها. شعار بيرة طيبة هو "تذوّق الثورة"، ولإرضاء جميع الأذواق تتوفّر بيرة طيبة بعدّة أنواع ونكهات: الداكنة، والذهبيّة، وبيرة العنبر، والبيضاء، وبيرة الشعير المقشور، والبيرة الشتويّة المنكّهة، والبيرة الخالية من الكحول؛ إلى جانب التنوّع الكبير في أنواع البيرة ذات الإصدار الخاصّ والتي تنتجها بيرة طيبة.
افتتحت شركة الطيبة للخمور حديقة وحانة مصنع، تقدّم فيها الخمور والبيرة مباشرة لمحبّي/ات البيرة، من أجل الاستمتاع بالأجواء الجميلة في قرية الطيبة.