الملتقى الفلسطينيّ للزراعة البيئيّة

خيارات واعية
الملتقى الفلسطينيّ للزراعة البيئيّة

الملتقى الفلسطينيّ للزراعة البيئيّة هو واحدة من المبادرات المجتمعيّة التي تشارك قصتّها بكلماتها الخاصّة: 

   تتدهور الزراعة في فلسطين بمعدّل ينذر بالخطر، حيث يتمّ تحويلها حاليًّا إلى زراعة تعتمد على الموادّ الكيميائيّة بشكل كبير وأساسيّ، وتعتمد بالكامل على مدخلات وتقنيّات الإنتاج الخارجيّ. في الماضي، لم يتمتّع أحد بالحرّيّة التي كان يتمتّع بها المزارعون/ات الفلسطينيّون/ات حينها. أمّا في الوقت الحاليّ، فتسيطر عليهم/نّ شركات الكيماويّات الزراعيّة العملاقة، وتتحكّم بإنتاجهم/نّ وسبل عيشهم/نّ من خلال تقديم البذور والموادّ الكيميائيّة الزراعيّة العقيمة والمعدّلة وراثيًّا.

   ساهم هذا التحوّل في العديد من المشكلات التي يصعب حلّها، وأكبرها هو الإضرار بالتربة والتنوّع البيولوجيّ، وانتشار الأمراض المرتبطة بالاستخدام الواسع للموادّ الكيميائيّة، والإفراط في استغلال الموارد المائيّة اللازمة في الزراعة القائمة على المواد الكيميائيّة. هذا بالإضافة إلى فقدان المعرفة الزراعيّة التقليديّة الغنيّة، المتراكمة على مدى أجيال عديدة.

   النظام الذي أنشأته هذه الشركات غير عادل من الناحيتين الاجتماعيّة والاقتصاديّة، نظرًا إلى فقدان التفاعل المباشر بين المزارعين/ات والمشترين/ات، وظهور الوسطاء، الذين يشكّلون عبئًا ماليًّا على كلّ من المزارعين/ات والمشترين/ات، من خلال تقليل إيرادات المزارعين/ات وزيادة التكلفة على المشترين/ات.

   نشأ الملتقى الفلسطينيّ للزراعة البيئيّة في سنة 2018 من قبل مجموعة من المتطوّعين/ات الذين يهدفون إلى توفير منصّة لجميع أولئك الذين يؤمنون بإعادة النظر في أنظمتنا الغذائيّة الحاليّة، وإعادة الصلة بالأرض. نطمح إلى اعتماد نظام غذائيّ عادل يضمن كرامة واستقلال المزارعين/ات، ويحافظ على مواردنا الطبيعيّة، ويوفّر طعامًا نظيفًا ومغذّيًا للناس.

   نحن نعتبر الزراعة البيئيّة "زراعة الحرّيّة والتحرّر"، بكلّ ما تحمله من قيم إنسانيّة عميقة، لأّنها تؤدّي إلى التحرّر من الأمراض، والتحرّر من سيطرة الشركات الرئيسيّة المنتِجة للبذور المعدّلة وراثيًّا والكيماويّات الزراعيّة، والتحرّر من مراقبة الأسعار من قبل الوسطاء. إّنها حرّيّة اختيار طعامنا وحرّيّة الزراعة وحرّيّة إنتاج البذور. وهذا هو الطريق الصحيح للوصول إلى السيادة الغذائيّة.

   انطلاقًا من هذا الاعتقاد، بدأنا بالتخطيط لأنشطة مختلفة لتعزيز الزراعة البيئيّة، مثل العمل التطوّعي مع الأسر والمزارعين/ات لتطبيق تقنيّات الزراعة البيئيّة. كما أّننا بصدد بناء قاعدة بيانات للمزارعين/ات الذي يتّبعون أسلوب الزراعة البيئيّة، وهي أوّل قاعدة بيانات من نوعها في فلسطين، لتسهيل الوصول إلى هؤلاء المزارعين/ات لتبادل المعرفة وشراء المنتَجات مباشرة.

   إنّ الحفاظ على الموارد الطبيعيّة هدف آخر نعمل عليه كجزء من نهج شموليّ لتحقيق السيادة الغذائيّة. في شتاء سنة 2018 ، بدأنا، بالتعاون مع مبادرة منجلة وبدعم من المتطوّعين/ات، حملة شعبيّة لإحياء الينابيع في الطبيعة، حيث نقوم بتجربة لاستخدام تقنيّات بسيطة للاحتفاظ بالمياه بالإضافة إلى زراعة الأشجار، في قطعة أرض في مزارع النوباني، بغرض زيادة امتصاص الماء في التربة وإعادة تجميع المياه الجوفيّة وإحياء الينابيع الجافّة.

   بالإضافة إلى ذلك، فإّننا نقوم بأنشطة تهدف إلى زيادة التنوّع البيولوجيّ والغطاء النباتيّ من خلال عمل وتوزيع كرات البذور (من النباتات البرّيّة المحلّيّة) في الطبيعة. استجابت مجموعات مختلفة لدعوتنا للتعاون، حيث قاموا بتزويدنا بالبذور التي يجمعونها، إمّا من خلال جمعها من البساتين أو حتّى شرائها، وشاركوا/ن في عمل وتوزيع كرات البذور في الطبيعة. يسعى الملتقى الفلسطينيّ للزراعة البيئيّة إلى توحيد جميع الجهود والخبرات في فلسطين لخلق حركة قويّة في هذا المجال. نتطلع إلى اعتماد طرق الزراعة البيئيّة في المستقبل، بالاقتران مع الزراعة المدعومة شعبيًّا، كبديل عمليّ للنهوض بالقطاع الزراعيّ في فلسطين لتحقيق السيادة الغذائيّة.

____________________________________________________

 إمكانيّة التطوّع: جميع الأنشطة متاحة للمتطوّعين/ات.