يوجد في المزرعة التي قضى فيها سهيل وأسمهان معظم حياتهما، رسم كبير على الحائط، مكتوب عليه باللغة العبريّة: "الموت للعرب" ضمن حملة الترهيب التي ينفذّها متعصّبون يهود لإحداث الدمار والخراب ومواصلة الاعتداءات الإرهابيّة ضد الفلسطينيّين/ات وممتلكاتهم/نّ. تقع أرض سهيل في موقع استراتيجيّ على خطّ المواجهة تمامًا، إذ أّنها تقع في المنطقة ج، حيث توجد مستوطنة جوش عتصيون على الطرف الشماليّ، وهناك طريق جانبيّ يحيط بالأرض.
تتمتع منطقة الخليل بخصوصيّة وتفرّد لا مثيل لهما في إنتاج العنب الخليليّ الشهير واللذيذ. وبالإضافة إلى العنب الطازج الذي يملأ كلّ بيت فلسطينيّ خلال الموسم، فإنّ العديد من المنتَجات المحلّيّة المصنّعة من العنب تُظهر براعة المنتجين/ات المحلّيّين/ات، مثل الملبن. تخيّل طبقات مصنوعة من عصير العنب المركّز ومُزيّنة بحبّات الصنوبر الصغيرة (يُسمى: قريش(، وهي بالفعل ألذّ أنواع الحلوى، والتي تساعد المزارعين/ات على تحقيق دخل إضافيّ من العنب الطازج الذي لا يمكنهم/نّ بيعه خلال الموسم. وفي إطار الجهود التي يبذلها لتسليط الضوء على محنة الفلاّح/ة الفلسطينيّ/ة، صمّم سهيل علمًا فلسطينيًّا مصنوعًا من الملبن. وأكّد أنّ عائلته كانت تعمل دائمًا في الأرض، وتعليم أبنائه، وتوفير ما يكفي لقوت يومهم من المنتَجات التي صنعها هو وزوجته. أسمهان مبدعة للغاية، وتحاول ابتكار أشياء جديدة من العنب طوال الوقت. على سبيل المثال ابتكرت (حلا الدبس) وهو منتَج مصنوع من دبس العنب بحيث يشبه الشوكولاته في المذاق والقوام. كما ابتكرا سمّاق الحصرم، وهو مسحوق ذو مذاق حامض، تمكن إضافته إلى الطعام لإعطائه ذلك المذاق الحامض الرائع. ويعملان كذلك على تحضير خلّ من الخوخ الذي يُمكن استخدامه في صنع المربّى.
"الشدّة" هي المنتج الأكثر طلبًا من أسمهان وسهيل. وقد بدءا إنتاج منتَجات صحّيّة للغاية من أجل زيادة الفائدة التي يحقّقانها من منتَجات العنب. تُصنع "الشدّة" من دبس العنب (دبس السكّر) الممزوج بعدد من التوابل والأعشاب والبقوليّات مثل السمسم وبذور الكمّون الأسود وزيت الزيتون والقمح البلديّ. علاوة على ذلك، فهما يحضّران "شدّة" من دون دبس العنب للأشخاص الذين يعانون من مرض السكّريّ، حيث يستخدمان عصير الحصرم (العنب غير الناضج) أو دبس الحصرم والعسل بدلاً من ذلك. ويُعتقد أنّ هذا يُعزّز نظام الجهاز المناعيّ ويشكّل مكمّلاً غذائيًّا هامًّا. سهيل وأسمهان مستضيفان رائعان، ويرحّبان بجميع من يأتي للتطوّع، وزيارة المزرعة، والمساعدة في الحصاد، أو حتّى الاستمتاع بمشاهدة تحضيرات الملبن. حيث يقومان بزراعة المنتَجات بطريقة تقليديّة، دون استخدام الموادّ الكيميائيّة. وهما ينتجان ويُخزّنان البذور من الموسم السابق للموسم الذي يليه.
ومن خلال عملها لعقود من الزمن مع تعاونيّات نسائيّة، تُشارك أسمهان شعورها بالإحباط إزاء عدد النساء اللواتي يكرّرن أعمال بعضهنّ البعض، وإزاء فشل معظمهنّ في مواصلة العمل بعد انتهاء دعم المانحين لمشاريعهنّ. أدّى عدم الالتزام والتفكير في المشاريع بهذه العقليّة إلى إضعاف أيّ دعم طويل الأجل للنساء في التعاونيّات، ولم يبقَ سوى عدد قليل من هذه التعاونيّات تمارس نشاطها اليوم. عملت أسمهان أيضًا من أجل تطوير منتَج عصير جديد من الصبّار، مصنوع خصّيصًا للبائعين/ات في ألمانيا. تؤمن أسمهان أنّ الابتكار لا يعرف الحدود، وتُشجّع المنتجين (وخصوصًا النساء( على الاستمرار في اختراع وإنتاج منتَجات مميّزة وفريدة من نوعها.
____________________________________________________
أماكن بيع المنتَج: يُمكنك طلب المنتَجات عن طريق صفحة الفيسبوك، وكذلك يُمكن توصيل المنتجات إلى جميع أنحاء الضفّة الغربيّة.
فرص التطوّع: نُرحب بالمتطوّعين/ات حسب الموسم، للعمل بشكل أساسيّ في الزراعة وتحضير منتَجات الألبان.
خدمات أخرى: يُمكن ترتيب جولات للزيارة ولكن بالتنسيق المسبق.