بنك البذور هو المكان الذي يتمّ فيه تخزين البذور على المدى القصير من أجل استخدامها في الزراعة أو للحفظ طويل الأجل. نشأت الحاجة إلى بنوك البذور في فلسطين والعالم العربيّ من أجل الحفاظ على البذور المحلّيّة التي تمّ إنتاجها بعد قرون من الاختيار الدقيق من قبل المزارعين/ات، في وجه استحواذ البذور الزراعيّة المعقّمة والمعدّلة وراثيًّا على قطاع الزراعة. يتمّ إنتاج البذور المعقّمة والمعدّلة وراثيًّا من قبل شركات البذور التجاريّة لإعطاء أعلى محصول ممكن في ظلّ ظروف "مثاليّة". غالبًا ما يتمّ تطوير البذور خصّيصًا لاستخدامها "كحزمة" بجانب بعض الموادّ الكيميائيّة الزراعيّة. في الواقع، تبيع الشركات الكيماويّة الزراعيّة والبيولوجيّة المهيمنة على سوق البذور الزراعيّة )مونسانتو، سينجنتا، باير،وغيرها) البذور والموادّ الكيميائيّة الزراعيّة سويّة.
ولمستلزمات الزراعة المعدّلة وراثيًّا هذه عواقب وخيمة وعكسيّة على البيئة: فهي تدمّر الخصوبة الطبيعيّة للتربة، وتؤدّي إلى تآكل التنوّع البيولوجيّ، وتسمّم المياه الجوفيّة، وتلوّث سلاسل الغذاء بأكملها داخل النُظُم البيئيّة، فضاً عن أّنها تعتمد كذلك على كمّيّات كبيرة من المياه للريّ. على العكس من ذلك، تمّ اختيار المحاصيل البلديّة لتحمّلها الضغوط البيئيّة مثل الجفاف والآفات، وتنوّعها الوراثيّ الطبيعيّ. تحتوي البذور البلديّة على التنوّع الوراثيّ الضروريّ الذي تحتاجه المحاصيل حتّى تتمكّن من التكيّف مع تغيّر المناخ. يمكن أيضًا إعادة إنتاج البذور البلديّة من موسم إلى آخر، وبالتالي فهي مناسبة لتوفير البذور، على عكس البذور المهجّنة والمعدّلة وراثيًّا والتي يجب شراؤها من جديد كلّ موسم. لذلك، فإنّ من الضروريّ الحفاظ على أنواع البذور البلديّة.
فإنّ من الضروريّ الحفاظ على أنواع البذور البلديّة. تمتلك البذور البلديّة المحلّيّة، مثلها مثل أجيال المزارعين/ات الفلسطينيّين/ات، قروًنا من الحكمة والمعرفة المحلّيّة والثراء الذي لا يمكن لأيّ بديل "حديث" أن ينافسه. إّنها ضروريّة لسيادة واستقلال المجتمع غذائيًّا. كما أّنها رخيصة ومتاحة لاستخدام كلّ مزارع/ة. وبنفس القدر من الأهمّيّة، يُعدّ توفير وتبادل البذور البلديّة ممارسة اجتماعيّة جذّابة تحافظ على تواصل المجتمع وقوّته.
يعمل بنك البذور البلديّة في اتّحاد لجان العمل الزراعيّ على إعادة إنتاج البذور المحلّيّة وتحسينها منذ سنة 2003. إلى الآن، تمّت إعادة إنتاج 45 نوعًا من الخضروات والمحاصيل الحقليّة والبقوليّات والنباتات الطبّيّة البرّيّة. كما تمّ الحفاظ على مصادرها الوراثيّة في بنك البذور. لقد عمل بنك البذور بشكل أساسيّ على حفظ وتوثيق الخضروات المحلّيّة وبذور الحبوب في الضفّة الغربيّة. يمتلك اتّحاد لجان العمل الزراعيّ أيضًا معرفة واسعة بالبذور المحلّيّة، وممارسات تبادل ومقايضة البذور التقليديّة ما بين أجيال المزارعين/ات الفلسطينيّين/ات، وغيرها من الأنشطة الزراعيّة ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك بنك البذور المحلّيّ التابع لاتّحاد لجان العمل الزراعيّ وحدات تكاثر في مواقع مختلفة من أجل توفير كمّيّات كافية من البذور البلديّة للمزارعين/ات.
يتمّ تشجيع المزارعين/ات على الحصول على تلك البذور من بنك البذور البلديّة في المواسم الزراعيّة الشتويّة والصيفيّة، وإعادة جزء من البذور المعاد إنتاجها منها إليه ليتمّ حفظها لأجل المواسم القادمة.
يُعدّ بنك البذور البلديّة في مدينة الخليل أحد المواقع التي تستحقّ الزيارة، حيث يمكنك رؤية أساليب حفظ البذور وأنواع البذور المحلّيّة الفلسطينيّة الوفيرة. إذا كنت تودّ/ين أن تزرع/ي شيئًا، فازرع/ي محاصيل بلديّة في الموسم المقبل، واحفظ/ي البذور وتبادلها/يها مع جيرانك. كن/كوني جزءًا من الحركة العاملة على إبقاء محاصيل فلسطين الأصليّة حيّة.
____________________________________________________
إمكانيّة التطوّع: يمكن التطوّع للعمل في وحدات بنك البذور المحلّيّ، وفي الحقل، وفي وحدات الحضانة، والوحدات المتعدّدة. يرجى التنسيق المسبق قبل القيام بالزيارة