تُعدّ الحجّة نعمة أبرز شخصيّة في قرية بيت دقّو، فضاً عن أّنها أقدم ناشطة بيئيّة في فلسطين. قابلنا الحجّة نعمة بينما كانت تزيل القمامة من الشارع بالقرب من منزلها. الحجّة نعمة ناشطة حقيقيّة تبذل كلّ جهدها في سبيل تحقيق معتقداتها ومبادئها. لاقت هذه الناشطة اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام لكونها حارسة وحامية لأرض. وخلال الاحتجاجات ضدّ بناء جدار الفصل العنصريّ، أظهرت حجّة نعمة شجاعة وعزيمة مذهلتين من خلال تسلّقها جرّافة إسرائيليّة في سعيها إلى وقف تدمير بساتين الزيتون والمصاطب القديمة.
إنّ حبّها لأرض له جذور عميقة في قلبها، حيث كانت تتحمّل الكثير من المسؤوليّات منذ صغرها أثناء رعاية إخوتها ومساعدة والدها في هذا المجال. عائلة الحجّة نعمة، وهي عائلة يقين، من أشدّ المؤمنين/ات بالتعليم والمؤيّدين/ات له ولحقّ الجميع في الحصول عليه. لهذا اعتادت نعمة الذهاب إلى المدرسة في شعفاط، حيث لم تكن الكثير من الفتيات يتلقين تعليمهنّ في حينها. وكانت في بعض الأحيان تبيع بعض المنتَجات أو تؤدّي بعد المدرسة بعض المهامّ لأبيها.
تقول الحاجّة نعمة، وهي راوية قصص رائعة وناشطة بيئيّة حقيقيّة، إّنها لا تستطيع التحكّم بنفسها أثناء وجودها في الحقول، فتفقد الشعور بالوقت لأّنها تقرّ بأنّ حبّها لأشجارها لا يضاهى، ولا تشعر بأيّ تعب من العمل في الحقل. منزل عائلتها مليء بالأدوات التقليديّة، من الجرار الفخّاريّة القديمة، إلى القبو حيث يتمّ تخزين جميع أنواع المؤن (الزيتون وزيت الزيتون واللوز والجوز والبقول وغيرها) طوال العام في بيئة باردة رائعة يوفّرها نمط البناء التقليديّ.
تمنحها مهاراتها في مجال التجارة شهرة كبيرة كونها سيّدة أعمال جيّدة. وهي تدير تجارة العنب اللذيذ الذي تشتهر به قرية بيت دقّو. ما تقدّمه الحجّة نعمة يعدّ بمثابة متحف حيّ يسير ويتحدّث راويًا ما كانت عليه الحياة في فلسطين، وما تعنيه الأرض للفلسطينيّين/ات وكلّ قيم عيش حياة غنيّة متوازنة تتناغم مع الطبيعة.
يتمّ الترحيب بالزائرين/ات للإقامة مع عائلة الحجّة نعمة، ويتمّ الترحيب بالمتطوّعين/ات في أشهر أيّار/مايو، وآب/أغسطس، وتشرين الأوّل/ أكتوبر، للمساعدة في حصاد العنب والزيتون.
____________________________________________________
إمكانيّة التطوّع: المساعدة في حصاد المحاصيل في أشهر أيّار/مايو،وآب/أغسطس، وتشرين الأوّل/أكتوبر.
خدمات أخرى: استضافة مجموعات صغيرة والإقامة في المنزل.