تعمل غادة بولس مرشدة سياحيّة منذ أكثر من 20 عامًا. من بين طقوسها أثناء اصطحاب السائحين/ات في جولة سياحيّة، التوقّف عند متاجر الهدايا المحلّيّة وتشجيعهم/نّ على الشراء من المنتِجين/ات والحرفيّين/ات المحلّيّين/ات. تؤمن غادة أنّ المرشد/ة السياحيّ/ة حكواتيّ بالضرورة، ولهذا السبب بدأت منذ عشر سنوات برحلة استكشافيّة للقصص الجميلة عن الناس ومنتَجاتهم. وأصبحت مفتونة برواية القصص عن العادات والطقوس والممارسات القديمة، وكذلك بتقديم التراث الفلسطينيّ الغنيّ لكلّ الناس، محلّيّين/ات كانوا أم عالميّين/ات.
ولكونها من بلدة الناصرة، دائمًا ما أرادت غادة امتاك متجر في السوق القديم في المدينة. ومن هنا بدأت قصّة زاوية غادة. بدأت بمكان صغير يستضيف 15 شخصًا في وقت واحد، وكان هذا المكان الذي استضافت فيه مجموعات وشاركتهم فيه القصص عن التقاليد المحلّيّة مثل تقليد القربان المقدّس، والاحتفال بسنونيّة الطفل )ظهور السنّ الأولى(، وطقوس التعازي، والتقاليد المحلّيّة الحقيقيّة للمجتمع المحلّيّ. وخال روايتها للقصص، تدمج غادة قصص الأدوات المستخدمة تقليديًّا في الحصاد وإعداد الأطباق الموسميّة )مثل دبس الخرّوب أو السمسم(، وتعرض المنتَجات التي تحافظ على الحرف اليدويّة المحلّيّة وتعيد إنتاجها بشكل إبداعيّ من أجل بيعها.
ومنذ عامين تقريبًا، قامت غادة بنقل زاوية غادة إلى مكان ذي مساحة أكثر اتّساعًا، حيث يمكنها استضافة 70 شخصًا. كما جمعت البضائع والمنتَجات الجميلة من جميع أنحاء فلسطين، فزارت المدن والبلدات والقرى ومخيّمات اللاجئين. وهي تستخدم الآن هذه القطع خال روايتها القصص عن جذور وارتباط ومرونة أولئك الأشخاص الذين يصنعونها. وبوجودك في زاوية غادة، تشعر/ين أّنها كانت تنوي أن تجعل هذا المكان مثل المنزل تمامًا!