مزارعو بتّير

مزارعو بتّير

مع تعدّد القرى والبلدات ذات المناظر الخلّبة في فلسطين، فإّنه يصعب الاتّفاق على أيّها الأجمل. إلاّ أنّ قرية بتّير هي بالفعل قرية آسرة وعصيّة على النسيان من جميع الجوانب. سواء من ناحية مدّرجاتها الزراعيّة والحجريّة العريقة، أو أنظمة الريّ التي يعود تاريخها إلى العصر الرومانيّ، أو ممارساتها الزراعيّة التقليديّة الرائعة، وصمود المجتمع فيها. لا عجب أنّ هذه الأعجوبة التاريخيّة هي الآن واحدة من مواقع التراث الثقافيّ المحميّة حسب منظمة اليونيسكو. وقد حصلت على هذه المكانة سنة 2014 بعد حملة قويّة وجهود جماعيّة لوضعها على قائمة التراث الثقافيّ العالميّ. إلاّ أنّ هذا في الواقع لم يمنع الاحتال الإسرائيليّ من تدمير ركن أساسيّ آخر من الأركان الثقافيّة والتراثية لتاريخنا. يهدّد المسار المقترح للجدار العازل غير القانونيّ بتدمير هذا التراث، وعزل المزارعين/ات عن أراضيهم/نّ الزراعيّة.

تكمن أصالة قرية بتّير في أنظمة إدارة المياه القائمة على المجتمع، والتي تديرها عائلات قرية بتّير الثمانية. والفريد في بتّير أنّ الأسبوع يتكوّن من ثمانية أيّام، إذ أّنه يتمّ تخصيص المياه يومًا واحدًا لكلّ عائلة من العائات الثمانية، ما يدلّ على الترابط بين المجتمع وانتمائه إلى الأرض وروح مشاركة موارده الطبيعيّة الغنيّة.

تشتهر قرية بتّير بزراعة الباذنجان البتّيري، وهو نوع محلّيّ لذيذ من الباذنجان يشتهر قوامه ومذاقه الفريدين. ونظرًا إلى أنّ طرق الزراعة التقليديّة سليمة في بتّير، يمكنك الحصول على جميع المنتَجات البلديّة الموسميّة الفريدة واللذيذة.

يوضّح رائد قطوش، وهو أحد المزارعين الذين ينتجون المنتَجات الموسميّة منذ عقود، أنّ الأرض تلبّي جميع احتياجاته الغذائيّة، وأنّ تناول ما تزرعه هي نعمة لا يمكنك استبدالها بشراء الفواكه والخضروات التجاريّة. وأرضه الآن مزروعة بمحاصيل شتويّة مثل الفول، السبانخ، القرنبيط والبصل الأخضر. يأتي الزبائن لشراء منتجاته المحلّيّة من بيت لحم وبيت جالا في نهاية كلّ أسبوع، ويسعده أن يستقبل المزيد من الزبائن. "إذا لم تجد ما تبحث عنه في أرضي، فستجده لدى المزارعين الآخرين في القرية. نحن مجتمع متماسك وندعم بعضنا البعض".

في بتّير، تُستخدم طرق الزراعة وأنظمة الريّ التقليديّة، حيث يُستخدم السماد والمبيدات المقاومة للآفات بشكل قليل أو يكاد يكون معدومًا. يحافظ رائد مع المزارعين/ات في بتّير على أصناف البذور البلديّة المحلّيّة في كلّ موسم، لاستخدامها في المواسم التالية.

إن لم تقم/تقومي بذلك بعد، ننصحك بالتنزّه في وادي المخرور من رأس بيت جالا إلى بتّير في نيسان/أبريل. يقدّم فصل الربيع أجمل المناظر الطبيعيّة والمناظر الخلّبة التي ستجعلك مبهوًرا/ة بما تراه عيناك هناك.

 ____________________________________________________

توفّر المنتَج: منتَج موسميّ طوال العام.

أماكن بيع المنتَج: في سوق بتّير.

إمكانيّة التطوّع: تعتمد الحاجة إلى المتطوّعين/ات على الموسم، وينصح بالتنسيق المسبق.

خدمات أخرى: هناك عدد من الجولات التي يمكن للأشخاص القيام بها لاكتشاف أنشطة قرية بتّير.