نبيذ كريمزان

   يقع دير كريمزان على قمّة تلّ بين قرية الولجة ومدينة بيت لحم.  وتتدّرج المدّرجات القديمة المكتظّة بأشجار الفاكهة وكروم العنب منحدرة إلى وادي أحمد، وهي في الواقع منطقة تمتاز بجمالها الطبيعيّ الرائع، حيث لا تزال الغزلان تركض في أرجائها حتّى يومنا هذا.

   استمرّت سراديب دير كريمزان بالعمل منذ بناء الدير في القرن التاسع عشر. وإلى جانب مصانع النبيذ، يستضيف المكان أيضًا دير راهبات الساليزيان والمدرسة التابعة له. وتُعَدّ الأرض المقام عليها مصنع النبيذ الأرض الزراعيّة الكبيرة الوحيدة الباقية من بين مثيلاتها في منطقة بيت لحم، حيث يوجد 55 عائلة تمتلك أراضيًا هناك، بالإضافة إلى راهبات الساليزيان.

   تعود قصّة إنتاج النبيذ في الكريمزان إلى عهد الإمبراطوريّة الرومانيّة-البيزنطيّة، حينما كانوا يقطعون الصخور ويشكّلونها للقيام بعمليّات صنع النبيذ المختلفة، وذلك في منطقة الدير القائمة حاليًّا، مخلّفين وراءهم "أدوات الحرفة". وفي الثمانينات من القرن التاسع عشر، أصبحت عمليّة إنتاج النبيذ تتمّ في الدير، حين زرع الأب الساليزياني أنتونيو بيللوني كروم العنب، ولا يزال هذا مستمرًّا حتى اليوم.

   كان يتمّ نقل نبيذ الكريمزان في بادئ الأمر على ظهور البغال وصولاً إلى بيت لحم والقدس. ومع تزايد أعداد الحجّاج، ازداد معدّل الطلب على النبيذ، ومنذ منتصف التسعينات فإنّ إنتاج الكريمزان من النبيذ يزيد أضعافًا مضاعفة. ومن أجل تلبية هذا الطلب المتزايد، أدخل مصنع النبيذ مؤخّرًا آلات جديدة، وتمّت إعادة تأهيل الأرض. كما تمّ إرسال شباب الدير إلى إيطاليا لاكتساب مهارات صناعة النبيذ. ويأتي الطلب اليوم على نبيذ الكريمزان من الأسواق المحلّيّة والأسواق الدوليّة على حدّ سواء. وما يميّز مصنع نبيذ الكريمزان هو خلط نوعين أصليّين من العنب، وهما العنب الحمدانيّ والعنب الجندليّ.

____________________________________________________

خدمات أخرى: تذوّق النبيذ، وجولات في مصنع النبيذ.