المكتبة الفلسطينيّة للبذور البلديّة

   فيفيان صنصور هي صاحبة فكرة إنشاء المكتبة الفلسطينيّة للبذور البلديّة. نشأت فيفيان في بيت جالا، وهي عالمة أنثروبولوجيا محبّة للطبيعة منذ صغرها. عزمت فيفيان بعد دراستها للغذاء والهويّة الثقافيّة في مواقع متعدّدة حول العالم، على مواجهة المخاوف المتزايدة في فلسطين، والتي تتمثّل في فقدان الأرض واختفاء المحاصيل المحلّيّة، بالإضافة إلى المأزق الثقافيّ الذي يحيق بالفلسطينيّين/ات نتيجة لهذا الأمر ولعقود من الاستعمار الاستيطانيّ. كان هذا هو الوقت الذي بدأت فيه فيفيان إنشاء المكتبة الفلسطينيّة للبذور البلديّة (2014). يسعى مشروع "المطبخ المتنقّل" إلى الحفاظ على الأصناف والتراث المهدّدين، وأنواع البذور المهدّدة بالانقراض، والممارسات الزراعيّة الفلسطينيّة التقليديّة والقصص الثقافيّة والهويّات المرتبطة بها وتعزيزها. وتتمثّل مهمّتها في إعادة تلك الأصناف والطرق التقليديّة المتعلّقة بالزراعة إلى حياتنا اليوميّة، بحيث يمكننا تذوّق النكهات القديمة، والتعرّف على تراثنا في الطهي، وتمكيننا من استعادة فخرنا بالمحاصيل المحلّيّة وطريقة حياتنا.

   سواء من بذور بطيخ جدوعي الأصليّة التي يعود أصلها إلى جنين، أو بذور الفقّوس من قرية بتّير، تكشف لنا فيفيان هذه البذور الأصيلة، وتقدّم لنا معنىً جديدًا وعلاقات جديدة مع هويّتنا وانتمائنا. تقع المكتبة اليوم في قرية بتّير، أحد مواقع التراث العالميّ التابعة لليونسكو خارج بيت لحم. ولا توفّر هذه المكتبة منصّة للمزارعين/ات فحسب، بل وتدعو الفنّانين/ات والصحفيّين/ات إلى الانخراط في سياسات الغذاء والتراث الثقافيّ، وإنشاء شبكات للتعاون والإلهام واستعادة الشعور بالهويّة.

   تستحقّ مكتبة البذور الزيارة للتعرّف على الزراعة التقليديّة والأصناف المحلّيّة، إذ تشكّل دعوة لإعادة تقييم علاقتنا بالأرض. أطلقت المكتبة أيضًا منبرًا عالميًّا للجدل والنقاش حول التراث الثقافيّ الحيويّ. المطبخ الإبداعيّ المتنقّل هو مكان متنقّل للمشاركة الاجتماعيّة في المجتمعات المختلفة، وتعزيز الحفاظ على الثقافة من خلال خيارات الطعام. تابعوا/ن كتابات فيفيان الساحرة على الإنترنت إذا احتجتم/نّ إلى لإلهام وإثارة التغيير الإيجابيّ واستعادة الفخر والكرامة في تراثنا.

____________________________________________________

توفّر المنتَج: الاتصال بفيفيان مباشرة.