عبد المعز سدر

خيارات واعية

البريد الإلكترونيّ : sider.sweets@hotmail.com                  فيسبوك: حلقوم سدر

عبد المعز سدر

   يتعرّض سكّان البلدة القديمة في مدينة الخليل للمضايقات والهجمات والإرهاب المتواصل من 500 مستوطن إسرائيليّ احتلّوا أكثر الأحياء حيويّة في المدينة، ممّا أجبر مئات العائات على النزوح، وطُرد المئات من أصحاب المتاجر من منشآتهم التجاريّة. اليوم، يشهد شارع الشهداء وجودًا عسكريًّا مكثّفًا، حيث يُسمح للمئات من المستوطنين بالدخول إلى البلدة تحت حماية جيش الاحتال، فيما لا يحقّ للفلسطينيّن التنقّل إلاّ في مسالك محدّدة لهم وحسب. ومع ذلك، فإنّ العديد من تجّار البلدة القديمة صامدون ويرفضون إغلاق متاجرهم أو مغادرتها، على الرغم من أّنهم بالكاد يكسبون ما يكفي لدفع غائلة الجوع عن عائلاتهم، بالإضافة إلى معاناتاهم من الاعتداءات الجسديّة المستمرّة التي يتعرضون لها غالبًا على يد قوّات الاحتال والمستوطنين المدجّجين بالسلاح. في سنة 1994 ، قام باروخ غولدشتاين، وهو مستوطن يهوديّ في مدينة الخليل، باقتحام المسجد الإبراهيميّ حاماً بندقيّة آليّة، وفتح النار على المصلّين بالمسجد وقتل تسعة وعشرين فلسطينيًّا، وأصاب أكثر من 120 آخرين بجروح. منذ تلك المجزرة، بدأ جيش الاحتال الإسرائيليّ، الذي يوفّر الحماية لنحو 500مستوطن احتلّوا عدّة مناطق في قلب المدينة الفلسطينيّة، في تنفيذ عمليّات إغلاق شديدة في جميع أنحاء البلدة القديمة. ويوجد في البلدة العديد من المتاجر والمصانع القديمة التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، من بينها مصنع سدر لصناعة الحلقوم ذائع الصيت.

   مَن في فلسطين لا يحبّ حلوى الحلقوم التركيّ أو بالأحرى )راحة الحلقوم(؟ فحينما تكون هذه الحلوى مصنوعة محلّيًّا وطازجة وخالية من الموادّ الحافظة، تُصبح أكثر تميّزًا. عبد المعز سدر (أبو عاء(، صاحب هذا المصنع العائليّ الذي يمتد لأجيال، هو رجل شديد الفخر بمهنته وذو رؤية ثاقبة. بدأ المصنع العمل لأوّل مرّة في سنة 1820، ولا يزال هناك الكثير من الآلات القديمة في مقرّ المصنع تقف شاهدة على تاريخه العريق. بفضل خبرة جدّه في صنع العديد من الحلويات الشاميّة مثل السمسميّة، الفستقيّة والحلقوم، ورث أبو علاء هذا العمل والمتجر الذي يكرّس نفسه لحمايته والدفاع عنه. يتذكّر أبو علاء تاريخ ذلك اليوم تمامًا، حينما أشعل المستوطنون النار في مصنعه يوم  18 / 6/ 1990. وذكر أنّ هذا الحادث جعله أكثر إصراًرا من أيّ وقت مضى على مواصلة عمله فيالبلدة القديمة وعدم مغادرتها أبدًا. اليوم، يساعده أبناؤه أيضًا في تطوير أعماله.

   يُركّز أبو علاء على الإنتاج الطبيعيّ، ويؤكّد على أنّ الحلقوم التجاريّ الذي يُستقدم من تركيا وأماكن أخرى مليء بالموادّ الكيميائيّة والألوان الصناعيّة. في المقابل، يستخدم أبو علاء بتلات الزهور الطبيعيّة ومستخلصات زهرة (ماء الورد) لإعطاء الحلقوم نكهة خاصّة وطعمًا يُعيدك إلى ثقافة وأطعمة وتقاليد بلاد الشام القديمة التي تعود إلى قرون مضت. جلب أبو علاء الماكينة الموجودة في مصنعه من مدينة حلب التي تشتهر بإنتاج هذه الأنواع من الحلوى. ويحظى المصنع بإقبال كبير من الناس الذين يتوافدون عليه بأعداد كبيرة، إذ يأتي إليه أناس من جميع أنحاء العالم لطلب الحلويات المميّزة. ويحرص الكثير من المغتربين/ات الفلسطينيّين/ات على زيارة أبو علاء أثناء وجودهم في البلدة القديمة من أجل شراء هذه الحلوى قبل أن تنفد. يعتقد أبو علاء أنّ هذا النوع من علاقة التضامن هو ما يجعله مستمرًا في عمله ومتفانيًّا فيه. يعتبر مصنع الحلقوم وبلدة الخليل القديمة الجميلة أماكن رائعة ينبغي زيارتها، فقضاء اليوم هناك يمنحك شعوًرا هائلً بالبهجة والسعادة النفسيّة عبر الأصوات والروائح وسماع قصص الصمود والعزيمة التي يحكيها كلّ ركن من أركان المكان.

____________________________________________________

أماكن بيع المنتَج: يمكن شراء الحلويات حصريًّا من حلويات سدر.

إمكانيّة التطوّع: نرحّب بالمتطوّعين/ات حسب الحاجة والتنسيق المسبق.

خدمات أخرى: نرحب بالأشخاص الذين يرغبون بالقيام بجولة داخل مصنع الحلويات.